أيتها الغالية ..
أي مكان تحلين فيه
تعطرينه بعبيرك الطبيعي الفواح ,
ويغدو جنة خضراء شديدة الخضرة والنماء ,
لأنه يستقي من رضاب ثغرك الفياض بالحب
ومن ينبوعك المتدفق بالحنان والأمل
والحياة الساحرة .
أيتها الحبيبة ..
كل المساحات في القرى والمدن
تنسى أشكالها الهندسية
حين تراك بالقرب منها ,
فكيف إذا حللت فيها
وبسطت عليها فستانك الحريري
ومسحت على خدودها
بمنديلك الرقيق العاطر ؟!
إنها إذن تحس بوقع الحنان وخطوته
وتعرف نشوة الحلول ,
بل تذوق الشهد وتسكر من مذاقه ,
وتشتاق لتكرار الزيارة والاقتراب ..
زيارة الملكة الفاتنة لأي جزء من أجزائها .
فحيثما تحلين ,
أيتها الملكة
يحل الربيع وتجري الأنهار ,
ويهرب الأعداء ويخذل الحساد ,
ويصمت الواشون ,
وتنقطع ألسنة الكذب والسوء والنميمة ,
وتتكشف الأقنعة المزيفة ,
فلا يبقى ذو وجهين
في بلاطك العامر بالحب والإخلاص
والكلمة الطيبة التي تصعد إلى السماء
وتتصل بالملأ الأعلى
ويرضى عنها فاطر الكون العجيب .